أزمة في الزمالك بعد تلقية ضربة مزدوجة وفقدانة إبراهيم شيكا وسعد محمد لا شيء أقسى على القلوب من وداع الأحبة، ولا أصعب على الأندية العريقة من وداع أبنائها. وبين صدمة ورحيل، وبين بكاء وحسرة، تلقى نادي الزمالك خلال أيام متتالية ضربات موجعة، أثقلت كاهل تاريخه وأغرقت جماهيره في حزن عميق تابع الجديد مع تريندات.
القدر لم يمهل القلعة البيضاء كثيرًا، فأعلن عن فاجعة مزدوجة — رحيل اللاعب الشاب إبراهيم شيكا، ووفاة زميله الواعد سعد محمد. كلاهما لم يُكمل المشوار، كلاهما خطف الموت أحلامهما قبل أن تتفتح زهور الإنجازات، وكلاهما يترك اليوم قلوب عشاق الزمالك تنزف وجعًا لا يداويه الزمن.
لا يختلف اثنان في عالم كرة القدم على أن لكل نادٍ أسماء تظل محفورة في ذاكرته، حتى إن لم تكتمل رحلتهم فوق البساط الأخضر. إبراهيم شيكا، هذا اللاعب الذي ترعرع في حضن الزمالك، كان واحدًا من تلك الأسماء التي انتظر منها الجميع أن تكتب فصلاً جديدًا في قصة أمجاد القلعة البيضاء.
شيكا لم يكن مجرد موهبة عابرة، بل مشروع قائد حقيقي، لاعب يعرف كيف يتحرك بذكاء، يمرر بحرفنة، ويقاتل بحب على كل كرة. ابن الزمالك الذي شبّ على عشق الأبيض، غادر الحياة في لحظة خاطفة، تاركًا خلفه قميصًا يحمل رقمًا بلا صاحب، وأمنيات بلا نهاية.
النبأ الذي اجتاح منصات الأخبار لم يكن مجرد خبر رياضي، بل أشبه بزلزال هزَّ وجدان جماهير الزمالك. غاب إبراهيم شيكا عن الدنيا، لكن اسمه سيبقى حيًا، محفورًا في ذاكرة كل مشجع عشق لمسته وراوغاته وروحه القتالية.
وفي ذات المشهد الحزين، جاء رحيل سعد محمد، الموهبة الصاعدة التي دخلت معركة الحياة مع المرض، وخاضت حربًا صامتة ضد السرطان، دون أن تفقد ابتسامتها ولا عزيمتها. سعد لم يكن نجمًا عاديًا، بل بطلًا حقيقيًا تعلم الجميع منه درسًا لن تنساه كرة القدم المصرية.
الشاب الذي انتظرته الجماهير على أمل أن يزهر قميص الزمالك بأهدافه، خطف القدر حلمه باكرًا، تاركًا خلفه رسالة صادقة: “العزيمة لا تنتهي حتى وإن انتهت الحياة”. رحيل سعد محمد لم يكسر قلب جماهير الزمالك فقط، بل علّمهم درسًا آخر: البطولة الحقيقية ليست فقط على الملعب، بل في مواجهة قسوة الأقدار بشجاعة لا يملكها إلا القليلون.
رحيل شيكا وسعد كشف عمق الأزمة التي يعيشها الزمالك، حيث أصبح الفريق فجأة بلا أسماء قادرة على حمل راية المجد، بعدما تآكلت صفوفه من النجوم، وبدت خزائنه خاوية ليس من البطولات فحسب، بل من اللاعبين القادرين على صناعة التاريخ.
لطالما كان الزمالك مدرسة لتفريخ النجوم، مصنعًا للأسماء التي تخطف الأنظار محليًا وأفريقيًا، من جيل حسن شحاتة وطه بصري، مرورًا بجمال عبد الحميد وأيمن منصور، وحتى محمود عبد الرازق “شيكابالا”، والآن، يبدو أن هذه السلسلة الذهبية تعثرت، بعد أن تراجعت جودة المواهب وغاب الاستقرار الإداري، وتلاشت الرؤية الفنية الواضحة.
كل جماهير الزمالك تدرك أن الزمن لا يرحم الفرق التي تغفل عن بناء أجيالها، واليوم أصبح الفريق بحاجة إلى خطة طوارئ شاملة، ليست فقط لاستبدال الأسماء، بل لإحياء روح الفريق التي كانت سلاحه الأقوى.
الوداع الذي هز جدران نادي بحجم الزمالك
في الملاعب، تنتهي المباريات بصافرة الحكم، لكن بعض الصافرات تظل ترن في القلوب للأبد. رحيل شيكا وسعد أشبه بتلك الصافرة الأخيرة، التي لم تُنذر بنهاية مباراة، بل أعلنت عن نهاية فصل كامل من الوفاء والانتماء.
رحل الأبناء، وبقي النادي، وتبقى الذكرى خالدة، تحمل في طياتها وجعًا خالصًا لا يُمحى بمرور الزمن، وجمهور الزمالك لن ينسى أسماءهم، وسيظل يرددها كلما ذكر العشق الأبيض.
ورغم الحزن العميق، تبقى جماهير الزمالك كما عهدها الجميع، وفية لأحلامها، متمسكة بحب فريقها، ومؤمنة أن الكبوات تصنع العظماء، وأن الفرق الكبيرة لا تسقط للأبد.
الزمالك قد فقد اثنين من أبنائه، وتراجعت قائمته حتى باتت خاوية من النجوم، لكن اسمه وتاريخه لا يعرفان النسيان. وبين الحزن والصبر، تكتب القلعة البيضاء قصة جديدة، بانتظار جيل يحمل الروح ذاتها، والطموح ذاته، ليعيد الفريق إلى حيث ينتمي .. القمة.