كتبت: دعاء علي
أطماع تعمي القلوب
كلمات قالها المسن المسكين أبوالبنات “هو حرام أخلف بنات؟”.. صرخة أطلقها مسن في كفر الشيخ، لخصت مأساة إنسانية هزت مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تداول الرواد مقطع فيديو صادم يوثق لحظة سقوط “قناع الأخوة”، حيث ظهر مجموعة من الأشخاص ينهالون صفعًا على وجه شقيقهم الأكبر، في مشهد كشف عن قسوة الخلافات حين تعمي الأطماع القلوب.
الواقعة التي شهدتها قرية “كفر الطايفة” لم تكن مجرد مشاجرة عابرة؛ بل كانت حلقة في مسلسل صراع عائلي مرير.
الضحية والجناه أشقاء
تحركت الأجهزة الأمنية فور رصد الفيديو، حيث تمكنت إدارة البحث الجنائي بقيادة اللواء محمد فوزي، من تحديد وضبط طرفي النزاع، ليكتشف الجميع أن الضحية والجناة “أشقاء”، وأن المحرك الأساسي لهذا العنف هو “الميراث”.
“عبدالحفيظ فتحي” (58 عامًا)، سائق تاكسي والشقيق الأكبر المعتدي عليه، كشف عن كواليس الفيديو المؤلم.
أكد أن الحرب شُنت عليه منذ عام 2003، حين قرر كتابة نصيبه الشرعي لبناته رسميًا. وقال بمرارة: “من ساعة ما عرفوا إني بعت حقي لعيالي أعلنوا عليّ الحرب، خاصة إني مخلّف بنات”، في إشارة إلى موروثات اجتماعية ترفض توريث الإناث.
لم يكتفِ الأشقاء بالصفع الذي وثقته الكاميرات؛ بل وصل الأمر إلى محاولة اقتحام شقته (مساحتها 90 مترًا) عبر كسر الجدران للوصول إليه.
وروى “عبدالحفيظ” تفاصيل حملة الترويع التي تعرض لها، بدءًا من تكسير سيارته “التاكسي” التي تمثل مصدر رزقه الوحيد، وصولًا إلى “ربط كلب” أمام مدخل المنزل لإرهاب بناته ومنعهن من الدخول أو الصعود لأبيهن، في تصرف وصفه بـ”غير الإنساني”.
مفارقة أكثر إيلاما
المفارقة الأكثر إيلامًا في القصة، كما يرويها الضحية، أنه هو الأخ الأكبر الذي حمل مسؤولية رعاية هؤلاء الأشقاء منذ صغرهم بعد وفاة والدهم، وسعى لبناء المنزل الذي يجمعهم.
لكن، وبدلًا من رد الجميل، تحولت رابطة الدم إلى صراع دامٍ بسبب الطمع، انتهى به “مصفوعًا” على وجهه، ومحتميًا برجال الشرطة الذين استغاث بهم لإنقاذه من بطش ذوي القربى.
