الرئيسية » هانى سليم فى «فضفضة»: لا تدع السوشيال ميديا تسرق حياتك

هانى سليم فى «فضفضة»: لا تدع السوشيال ميديا تسرق حياتك

by هاني مجدي سليم
0 comments

فى زمن يسيطر فيه بريق «السوشيال ميديا» على تفاصيل حياتنا اليومية، وتتحول الشاشات الصغيرة إلى مسرح دائم لعرض قصص النجاح والسفر والرفاهية، يصبح من السهل أن يقع الإنسان فى فخ المقارنة، فينظر إلى حياته بعين النقص، وينسى أن لكل صورة جانبًا خفيًا لا يظهر للعامة. من هنا جاءت حلقة الإعلامى هانى سليم الجديدة من برنامجه «فضفضة» على راديو أسرار المشاهير، لتفتح جرحًا صامتًا فى حياة الكثيرين، ولتوجه رسالة عميقة مفادها: المقارنة تسرق فرحتنا، والرضا هو بوابة السعادة الحقيقية.

بداية دافئة.. لكن جرس إنذار واضح

بصوت دافئ، خاطب هانى سليم مستمعيه

 “اهلا بيكم  اعزائى المستمعين  .. معاكم  هانى سليم، ودى حلقة جديدة من برنامجكم «فضفضة».. النهاردة هنتكلم عن حاجة كلنا بنقع فيها من غير ما نحس: المقارنة اللى بتسرق فرحتنا.”


الجملة البسيطة بدت وكأنها جرس إنذار يوقظ المستمع من غفوته، ليذكره بأن أخطر ما يهدد سعادته ليس الفشل ولا قلة الحظ، بل نظرته المقارنة المستمرة للآخرين.

سوشيال ميديا.. الوجه الزائف للكمال

توقف هاني سليم عند نقطة مهمة حين قال: “يمكن وإحنا بنفتح السوشيال ميديا، بنلاقى صور نجاحات الناس، سفرهم، ضحكهم، تفاصيل حياتهم اللى شكلها كامل… وفى لحظة، نلاقى نفسنا بنقارن حياتنا بيهم. بننسى إن اللى ظاهر على الشاشة مجرد لقطة مختارة، مش القصة كلها.”
هذه الكلمات لم تكن مجرد وصف، بل تشريح دقيق لحالة عامة يعيشها ملايين البشر حول العالم. فالإنسان فى هذا العصر لا يرى الآخرين كما هم، بل كما يريدون أن يظهروا. فيرى نجاحًا بلا إخفاق، ابتسامة بلا دموع، صورة كاملة بلا خلفية مظلمة. وهنا تكمن الخديعة الكبرى: مقارنة أنفسنا بلحظات معدلة ومنتقاة، بينما حياتنا نحن أمامنا بكل ما فيها من تفاصيل عادية وصعوبات يومية.

حين تقتل المقارنة الموهبة

ولأن الرسائل لا تصل إلا عبر القصص، اختار سليم أن يروى حكاية قصيرة لكنها ملهمة. عن فتاة كانت تحب الرسم، لكنها كلما رأت لوحات فنانين آخرين شعرت بالنقص، وظنت أن ما تقدمه لا يستحق، فتوقفت عن ممارسة شغفها.


حتى جاء اليوم الذى سمعت فيه صديقتها تقول: “إنتِ بتقارنى بدايتك بوسط طريقهم.” جملة بسيطة لكنها أيقظت الوعى بداخلها. عادت إلى فرشاتها، وبدأت ترسم من جديد، لتكتشف أن السعادة ليست فى المنافسة بل فى الممارسة، وليست فى الوصول إلى قمة ما، بل فى التمتع برحلة الطريق.

هذه الحكاية ليست مجرد قصة عابرة، بل مرآة تعكس واقع آلاف الشباب الذين يتركون أحلامهم تموت لأنهم يقارنون بداياتهم بإنجازات الآخرين. إنها دعوة صريحة: عش شغفك من أجلك، لا لتنافس أحدًا.

وصفات لحماية النفس من المقارنة

سليم لم يكتف بطرح المشكلة، بل قدم مجموعة من المفاتيح العملية لمقاومة هذا الداء النفسى:

  • التركيز على الرحلة الشخصية: كل إنسان له ظروفه وتجربته الخاصة، فلا مجال لمقارنة غير عادلة.
  • تذكر أن الصور ليست الحقيقة الكاملة: ما يُعرض على الشاشات مجرد “لقطات”، بينما وراء الكاميرا قصص وتحديات لا تُروى.
  • الاحتفال بالإنجازات الصغيرة: خطوة واحدة للأمام تستحق التقدير، لأن السعادة ليست فقط فى الوصول للنهاية بل فى متعة السير فى الطريق.
  • الامتنان للنِعم الحاضرة: فالشكر يفتح أبواب الرضا، ويجعل العين ترى الجمال فى تفاصيل بسيطة كابتسامة صديق أو فنجان قهوة دافئ.

المقارنة.. سارق صامت للسعادة

علم النفس الحديث يؤكد أن المقارنة من أكثر العوامل التى تؤدى إلى القلق والاكتئاب. فحين يرى الفرد نجاح الآخرين دون أن يدرك ثمن هذا النجاح، يشعر بالدونية، فيفقد ثقته بنفسه. هنا تصبح المقارنة سارقًا صامتًا يسرق الفرح، ويزرع الحزن فى القلوب.
وهذا ما أشار إليه سليم حين قال إن السوشيال ميديا تعمينا عن رؤية ما نملك، وتجعلنا نركض وراء وهم الكمال.

لمشاهدة الحلقة على راديو أسرار المشاهير 

#المقارنة #فضفضة #الإعلامى_هاني_سليم #راديو_أسرار_المشاهير

رسالة الحلقة: قارن نفسك بنفسك

اختتم الإعلامى هانى سليم الحلقة بكلمات تصلح أن تكون دستورًا للحياة: “قارن نفسك بنفسك، بالنسخة اللى كنتها امبارح، مش بحد تانى. فرحتك مش فى سباق مع حد، فرحتك فى إنك تعيش حياتك بطريقتك، وتحب رحلتك حتى لو مش كاملة.”
بهذه الجملة رسم سليم خريطة بديلة للإنسان، خريطة تجعل من التطوير الذاتى رحلة مستمرة، بعيدًا عن صخب المقارنات ومظاهر الحياة الزائفة.

ما وراء الرسالة.. دعوة لمجتمع أكثر صحة

حلقة «فضفضة» هذه لم تكن مجرد دردشة إذاعية، بل كانت دعوة صادقة لإعادة النظر فى أسلوب حياتنا. فالمقارنة لا تسرق فرحة الفرد فحسب، بل تهدد المجتمع كله. مجتمع يعيش أفراده فى دوامة المقارنة سيفقد الرضا، وسيتحول إلى بيئة ملوثة بالغيرة والحقد والشعور بالنقص. أما إذا تعلم الناس الامتنان، والاحتفال بما لديهم، فستتحول الطاقة السلبية إلى قوة بناء.

كلمة أخيرة

أثبت هانى سليم فى هذه الحلقة أن الإعلام لا يقتصر على الأخبار أو الترفيه، بل يمكن أن يكون مساحة للتأمل والشفاء النفسى. رسالته جاءت عميقة وبسيطة فى الوقت ذاته: توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين، وابدأ رحلة اكتشاف جمالك الشخصى.
فالسعادة ليست صورة على «إنستغرام»، وليست سفرًا إلى وجهة بعيدة، إنها فى لحظة امتنان صادق، وفى قلب يرضى بما قسمه الله.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00