مصر تُحكم قبضتها : لا مكان لنتنياهو في قمة شرم الشيخ
مصر تقود الرفض العربي بقوة في وجه محاولات التواجد الإسرائيلي مع إنعقاد قمة شرم الشيخ للسلام حيث تتخذ القاهرة موقفاً حاسماً برفض دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القمة .
بقلم / عزة الفشني

وذلك تأكيداً على الدور المصري الريادي في دعم القضية الفلسطينية ورفض كل ما من شأنه تقويض حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
يأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وتصميم إسرائيل على فرض سياساتها العدوانية على الفلسطينيين مما يجعل من دور مصر المحوري أكثر أهمية في قيادة الموقف العربي الموحد ضد الإحتلال الإسرائيلي وتأكيداً على أن السلام لن يتحقق إلا من خلال الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
– عدم دعوة نتنياهو لقمة السلام تسبب صدمة لإسرائيل
جاء قرار عدم دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى قمة شرم الشيخ كصدمة قوية لتل أبيب حيث أرادت إسرائيل إستغلال هذه القمة لتعزيز صورتها الإقليمية والدولية لكنها وجدت نفسها أمام رفض عربي قاطع يؤكد أن الأمة لم تعد تتحمل المزيد من الاستفزازات والمماطلة في حل القضية الفلسطينية.. ومع هذا القرار يبدو أن المنطقة تتجه نحو مرحلة جديدة من التصعيد والمواجهة حيث ترفض مصر بشكلٍ قاطع أي محاولة لإضفاء الشرعية على الإحتلال الإسرائيلي وتصر على ضرورة إحترام حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والإستقلال.
– المحكمة الجنائية الدولية تلزم الدول الأعضاء بإعتقال نتنياهو
جدير بالذكر أن قوانين المحكمة الجنائية الدولية واضحة ومحددة عند تواجد نتنياهو في أي دولة من الدول الأعضاء لديها فإن تلك الدولة ملزمة قانوناً باعتقاله وتسليمه إلى تلك المحكمة بسبب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه بتهم إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.. الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية والبالغ عددها 125
دولة ملزمة بإعتقال نتنياهو وتسليمه إذا دخل أراضيها

لكن المثير للإهتمام هنا أن مصر وقعت على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في 26 ديسمبر 2000 ولكنها لم تصدق عليه بعد مما يعني أنها ليست عضواً كامل العضوية في المحكمة الجنائية الدولية. ومع ذلك إتخذت موقفاً واضحاً بعدم دعوة بنيامين نتنياهو لحضور قمة شرم الشيخ نتيجة سياسته الإستيطانية القمعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وليست بسبب القوانين الدولية.
– عدم رغبة مصر الظهور مع إسرائيل فى المحافل الدولية
إن القرار بعدم دعوة بنيامين نتنياهو إلى قمة شرم الشيخ يعد خطوة ذات دلالات قوية في العلاقات بين مصر وإسرائيل خاصةً في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.
هذا القرار يمكن أن يُفهم بشكلٍ قاطع على أنه موقف قوي من قبل القيادة المصرية ضد السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وإستمرار وتيرة الإستيطان وتهجير الفلسطينيين.. وهدم منازلهم ، بالإضافة إلى القيود المفروضة على المقدسات الإسلامية والمسيحية ، كل هذه العوامل تساهم في تصعيد التوترات وتجعل من الصعب على الدول العربية خاصةً مصر الظهور مع إسرائيل في المحافل الدولية دون ضغوط أو إنتقادات داخلية وخارجية.
من المؤكد أن هذا القرار قد يؤدي إلى تصعيد في التوترات بين إسرائيل والدولة المعنية بعقد قمة شرم الشيخ “مصر” مما قد يؤثر على الاتفاقيات والتعاون القائم بينهم.. كما يمكن أن يشكل عقبة أمام أي جهود مستقبلية لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.. خاصةً إذا اعتبرت إسرائيل هذا القرار بمثابة انحياز واضح للفلسطينيين.
– توتر العلاقه بين تل أبيب والقاهرة
بالإضافة إلي أن هذا القرار قد يؤدي إلى إعادة تقييم الأولويات والتحالفات في المنطقة بشكل عام يعد قرار عدم دعوة نتنياهو إلى قمة شرم الشيخ للسلام تعبيراً عن التوترات والتعقيدات في العلاقات بين تل أبيب والقاهرة ويعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها عملية السلام في المنطقة.
في ختام هذا النقاش الملتهب حول عدم دعوة نتنياهو إلى قمة شرم الشيخ يبقى السؤال قائماً: هل هذه الخطوة هي البداية لتصحيح المسار وتأكيداً على أن القضية الفلسطينية لن تُنسى؟ أم أن الضغوط الإسرائيلية ستجبر الأمة العربية على التراجع؟ الأيام القادمة ستكشف عن حجم التحديات التي ستواجهها المنطقة.. وهل ستتمكن القوى العربية من الحفاظ على مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.. أم أن المصالح السياسية ستطغى على المبادئ والمواقف.

لكن يبقى الأمل مشتعلاً في نفوس الملايين من أبناء الأمة العربية.. فالقضية الفلسطينية ليست قضية أمة واحدة.. بل هي قضية كل أحرار العالم.. ستظل شامخة في قلوب الأجيال القادمة حتى تتحقق الحرية والكرامة لكل أبناء الشعب الفلسطيني.. في كل الأحوال يبقى صوت المقاومة والصمود هو الأقوى وستظل القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان الأمة العربية تنتظر لحظة التحرير والانتصار.
