صرخة رنا .. تكشف الوجه القبيح لما يحدث للبنات في الشارع وبشاعة القيادة المتهورة
كتب: أحمد طارق عبد التواب
صرخة رنا .... لم يكن مساء الثالث عشر من الشهر الجاري عاديًا في أحد شوارع الجيزة. فبينما كانت الأجواء هادئة، اندفع مشهد خطير إلى صدارة مواقع التواصل الاجتماعي: ثلاث سيارات ملاكي تلاحق مركبة تقل فتاتين، انتهى الأمر باصطدام الأخيرة بسيارة نقل متوقفة، وإصابة الراكبتين.
القصة لم تتوقف عند الفيديو المتداول، بل امتدت إلى تفاصيل إنسانية كشفتها أسرة “رنا”، إحدى الفتاتين، والتي روت لنا ما جرى منذ اللحظة الأولى للحادث وحتى ضبط المتهمين.
بداية الكابوس وبطل من قلب الشارع
لم تكن والدة “رنا” تتخيل أن يومها العادي سيتحول إلى كابوس، حيث أنها تحكي أن يوم الحادث بدأ باتصال مفاجئ من ابنتها، بصوت يملؤه الخوف والارتباك: “الحقوني.. أنا عملت حادثة”. لم يكن هذا الاتصال الوحيد، فقد تكرر أكثر من مرة، وهو ما عزته الأم لحالة الصدمة والرهبة التي أفقدت ابنتها شيئًا من التركيز وربما جزءًا من الذاكرة المؤقتة.
قبل الحادث بساعات، كانت “رنا” تستعد لحفل تخرجها من كلية التجارة، فقررت النزول مبكرًا لشراء بعض المستلزمات. قادت سيارتها بصحبة صديقتها، دون أن تعلم أن دقائق قليلة ستفصلها عن واحدة من أكثر اللحظات رعبًا في حياتها.
وسط الحادث، ظهر شاب يُدعى “محمد”، لم يقف متفرجًا، بل أخرج هاتفه وصوّر ما يحدث، ثم أسرع إلى مساعدة الفتاتين، ورافقهما إلى المستشفى قبل وصول الأهل.
لاحقًا، سلّم الأسرة نسخة من الفيديو الذي وثّق لحظة الاصطدام وما سبقها من مطاردة.
إصابات وسرقة وغضب مشروع
تقول الأم إن ابنتها أصيبت بكدمات متفرقة، بينما تعرضت صديقتها لجُرح في الجبهة. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ اكتشفت الأسرة فقدان بعض المتعلقات الشخصية، منها هاتف محمول وأغراض أخرى، ما زاد من غضبهم وإصرارهم على عدم التنازل.
تحرك أمني سريع.. ورفض للتصالح
في أقل من خمس ساعات، تمكنت وزارة الداخلية من تحديد وضبط المتهمين الثلاثة وسائق آخر يعمل بإحدى تطبيقات النقل الذكي، وجميعهم من سكان أكتوبر.
كما أكدت أسرة رنا، أن القضية في مسارها القانوني، ولا مجال لأي تصالح، مشيدة بسرعة تحرك وزارة الداخلية التي تمكنت من ضبط المتهمين في أقل من خمس ساعات.
الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش حول سلوكيات القيادة المتهورة والمضايقات على الطرق، والتي لا تهدد السلامة المرورية فحسب، بل تمثل خطرًا مباشرًا على حياة المواطنين.
