شهر رمضان عادات وتقاليد مصرية رمضانية
نهى عراقي
شهر رمضان ينفرد بسيمات خاصة في مصر حيث أنه ذات نكهة مميزة له طقوس عاطرة تكمن في النفس مهما مرت السنون. هذا الشهر المبارك شهر القرآن والطاعات والروحانيات والنفحات نودعه عاما ونستقبله عاما آخر، الحمد لله ونستقبله بالفرحة والبهجة، لنا فيه عادات قديمة لا يتخل عنها المصريون.
عادات مصرية في شهر رمضان
قبل رمضان بأيام يستعد المصريون لهذا الشهر بالتحضير بدًا من زينة البيوت والشوارع بزينة ذات طابع رمضاني عليها رسومات إسلامية، والفوانيس تلك العادة المدونة عبر التاريخ، لها جذور مصرية قديمة قبل الدولة الفاطمية التي اهتمت بصناعة الفانوس.
تقوم البيوت المصرية بشراء الياميش والعصائر والمأكولات والمشروبات التراثية، التي لا تخلو منها المائدة المصرية.
مدفع الإفطار من الطقوس الهامة والقديمة، قرآن المغرب وسماع الشيخ متولي الشعراوي ارتبط مع المصرين قبل الآذان.
المسحرآتي الذي يجوب الشوارع ويصحبه الأطفال بالفوانيس والأغاني الثراثية وحوي يا وحوي أصلها أيوح بالمصري القديم ومعناها القمر.
وتقدم البيوت بعض المشروبات والمكسرات والزبيب والتمر المجفف والتين المجفف والبندق المحمص والجوز.
لا يخلو بيت من الحلويات الشرقية مثل الكنافة والقطايف والبقلاوة ومشروبات قمر الدين والتمر الهندي ممزوج مع الكركاديه وأطباق الخشاف.
يتناول المصريون فطورهم عامة فى منازلهم ويمضون بعده ساعة أو ساعتين أحيانا فى منزل الأهل أو الأصدقاء لتبادل الزيارات ويتدفق الناس إلى الشوارع طوال جزء طويل من الليل، كما تبقى محلات بيع الشربات والمأكولات مفتوحة.
تزداد الدعوات فيما بينهم لتناول الإفطار معًا حيث تكتمل اللمة الأسرية، ويزداد الود والتراحم والسهرات
اللطيفة، ثم ينتقلون لقراءة القرآن وصلاة التراويح
وسماع الابتهالات، والتفرغ للعبادة حتى وقت السحور
ويقدمون في السحور الزبادي والبيض والجبن والفول المدمس الذي لا غنى عنه مهما تنوعت مائدة السحور.
ثم ينتظرون آذان الفجر يقيمون الصلاة وقراءة ما تيسر من القرأن.
نذهب لحي الحسين وحي الأزهر تعيش هناك أجواء تنقلك إلى عصور إسلامية قديمة تتنسم فيها رائحة العبق والزمن الجميل الذي لا تود الخروج منه كأنه حلم لا تريد الاستقاظ منه، تشتهي تلك الليلة ولا تتمنى أن يمر الوقت وتنتهي.
تزداد أعمال الخير في رمضان فتنتشر موائد الرحمن
في الشوارع والميادين والطرقات العامة حيث يقوم الشباب بتوزيع المشروبات والتمر على المارة.
وفي بعض الأحياء وخاصة القرى يأتون بقاريء يتلو القرآن الكريم حتى آخر يوم في الشهر الكريم ويسمونها ختمة القرأن.
قصة مدفع الإفطار
مدفع الإفطار اضرب جملة طالما تعودنا على سماعها وننتظرها قبل الآذان بثوانٍ، طقس ارتبط بعادت المصريين، فمتى ظهر هذا المدفع؟
مدفع إفطار شهر رمضان ظهر في القاهرة ودائما قاهرتنا تحتض العديد من التراث، كما يخرج منها كل جديد ثم تتبعها باقي الدول العربية، هناك العديد من الروايات منها رواية السلطان المملوكي خشقدم في أول يوم من شهر رمضان عام 865 هجرية أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا
حيث صادف إنطلاق المدفع وقت آذان المغرب، فظن الأهالي أن السلطان تعمد إطلاق المدفع ليشد انتباه المسلمين أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جميع الأهالي إلى مقر الحكم ليشكروا السلطان على هذه الفكرة الرائعة الحديثة وعندما لمس السلطان سعادتهم قرر الاستمرار في إطلاق المدفع كل يوم قبل الإفطار ثم زادهم مدفع آخر.
تحكي رواية أخرى أنه بمحض الصدفة كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل قاموا بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وصادف أنه كان وقت أذان المغرب في إحدى أيام شهر رمضان، فظن الأهالي أن الحكومة اتبعت نظامًا حديثا للإعلان عن توقيت الإفطار وصاروا يتحدثون بذلك.
عندما علمت الأميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما صار أعجبت بالفكرة، وأصدرت قرارًا باستخدام المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية.
انتشرت فكرة مدفع شهر رمضان في بلاد الشام، القدس ودمشق ومدن أخرى، ثم بغداد في أواخر القرن التاسع عشر.
انتقل بعد ذلك الفكرة إلى الكويت وكان أول مدفع وصل الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح، وذلك عام 1907، ثم انتقل إلى كافة بلاد الخليج قبل ظهور عصر النفط وكذلك اليمن والسودان ودول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا في إندونيسيا سنة 1944.