سؤال يتكرر سنويًا..هل الجمع بين نيتين لا يُنقص الأجر والإفتاء تحسم الجدل
الإفتاء تحسم الجدل.. يتجدد كل عام مع دخول شهر ذي الحجة تساؤل يشغل بال الكثير من المسلمين، خاصة النساء اللاتي أفطرن في رمضان لعذر شرعي وهو: هل يجوز الجمع بين نية صيام قضاء رمضان وصيام العشر الأوائل من ذي الحجة بنية واحدة؟.
وفي هذا السياق، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، جاء نصه:
“هل يجوز صيام أيام العشر من ذي الحجة بنية قضاء أيام من رمضان؟ وهل يُكتب لي أجر صيام النافلة أيضًا؟”
الإفتاء تُجيب: الجمع بين النيتين جائز شرعًا
أجابت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال بوضوح، مؤكدة أن الجمع بين نية صيام الفرض (قضاء رمضان) وصيام النافلة (كصيام العشر الأوائل من ذي الحجة) جائز شرعًا، ولا مانع فيه من الناحية الفقهية.
وأوضحت الدار أن المسلم إذا صام أيامًا من العشر الأوائل من ذي الحجة بنية قضاء ما عليه من صيام رمضان، ونوى أيضًا صيامها تقربًا إلى الله لما لها من فضل عظيم، فإنه يحصل على الأجرين معًا، أي أجر القضاء وأجر صيام النافلة.
مستند فقهي من تراث العلماء
استندت دار الإفتاء في فتواها إلى ما ورد عن الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه الشهير “الأشباه والنظائر”، حيث ذكر أن التشريك في النية بين الفرض والنافلة جائز، موضحًا أنه إذا صام المسلم يوم عرفة مثلًا بنية القضاء أو الكفارة أو النذر، ونوى معه صيام عرفة، نال أجر الصومين معًا.
وأكدت الإفتاء أن هذا الرأي معتمد في المذاهب الفقهية المختلفة، ويُعد تخفيفًا على المسلمين، خاصةً لمن يصعب عليهم الصيام في فترات متفرقة، ويرغبون في اغتنام الفضل العظيم لأيام ذي الحجة المباركة.
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
وتُعد العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من أعظم الأيام عند الله تعالى، إذ ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” – يقصد العشر الأوائل.
وتتنوع الأعمال الصالحة في هذه الأيام بين الصيام والذكر وقراءة القرآن والصدقة، إلا أن الصيام له منزلة خاصة، خاصة يوم عرفة، الذي يُكفّر صيامه سنتين كما جاء في الحديث الشريف.
الجمع بين نيتين.. لا يُنقص الأجر
أكد علماء الأزهر ودار الإفتاء أن الجمع بين نيتين في العبادة لا يُنقص من الأجر شيئًا، بل يدل على حرص المسلم على اغتنام الوقت والفضل، وهو ما شجع عليه الشرع الحنيف.
وأشاروا إلى أن نية القلب هي الأساس، فإذا نوى الإنسان قضاء ما فاته من رمضان في أيام عشر ذي الحجة، وكان يرجو أيضًا نيل أجر هذه الأيام الفضيلة، فإنه بإذن الله يُثاب على النيتين، ما دام مخلصًا في عبادته.
متى يُستحب الإفراد بين النوايا؟
ورغم أن الجمع بين نية الفرض والنافلة جائز، إلا أن بعض العلماء يرون أن إفراد كل عبادة بنية خاصة أفضل وأكثر أجرًا، خاصة إذا كان الشخص قادرًا على الصيام في أوقات متعددة.
ولكن في حال ضيق الوقت أو المشقة، فإن الجمع بين النيتين لا يُعد مخالفة، بل هو رخصة وتيسير شرعي، ويُكسب المسلم الأجر والقبول بإذن الله.
ماذا عن صيام النذر والكفارة في العشر؟
كما يشمل الحكم ذاته من عليه صيام نذر أو كفارة، حيث يجوز له أيضًا صيام هذه الأيام بنية مزدوجة، أي بنية أداء ما عليه من صوم واجب، مع نية نيل فضل عشر ذي الحجة، دون حرج شرعي.
نصيحة دار الإفتاء للمسلمين
دعت دار الإفتاء المصرية المسلمين إلى الحرص على اغتنام هذه الأيام المباركة بالصيام والذكر والدعاء والصدقة، مؤكدة أن الله عز وجل يضاعف الأجر لعباده الصادقين، ويقبل منهم العمل الصالح ولو كان بسيطًا.
كما شددت على أهمية نية القلب في كل عبادة، فبها ترتقي الأعمال وتُقبل الطاعات، مشيرة إلى أن الله لا ينظر إلى صورنا ولكن ينظر إلى قلوبنا كما ورد في الحديث النبوي الشريف.
حكم الجمع بين نية صيام القضاء والعشر من ذي الحجة، فتوى دار الإفتاء صيام القضاء في عشر ذي الحجة، هل يجوز صيام القضاء بنية العشر، فضل عشر ذي الحجة، الجمع بين الفرض والنافلة في الصيام، صيام يوم عرفة مع القضاء