الرئيسية » كارثة رقمية: انهيار الإنترنت في إيران بنسبة 97% وسط تصاعد الحرب مع إسرائيل

كارثة رقمية: انهيار الإنترنت في إيران بنسبة 97% وسط تصاعد الحرب مع إسرائيل

by باهر رجب
0 comments
انهيار الإنترنت في إيران

انهيار الإنترنت في إيران حركة البيانات تنخفض 97% وسط تصاعد التوترات العسكرية تابع الخبر على تريندات.

كتب باهر رجب

طهران – (تحليل إخباري شامل) – تشهد إيران واحدة من أشد حالات الانقطاع الشامل للإنترنت في تاريخها الحديث، حيث أعلنت شركات مراقبة الإنترنت العالمية عن انهيار شبه كامل لخدمات الشبكة عبر البلاد يوم الأربعاء، بالتزامن مع اليوم السادس من التصعيد العسكري المفتوح مع إسرائيل.

انهيار الإنترنت في إيران

انهيار الإنترنت في إيران

صورة قاتمة ترسمها البيانات:

انهيار مفاجئ وحاد: رصد نظام “IODA” (المكلف بمراقبة اتصال البنية التحتية للإنترنت عالميا بشكل شبه فوري) انهيارا مفاجئا و كبيرا في الاتصال بالإنترنت من وإلى إيران بدءا من يوم الأربعاء.

97% انخفاض في الحركة: كشف ديفيد بيلسون، رئيس تحليل البيانات في شركة “Cloudflare” العملاقة للبنية التحتية، عن رقم صادم: حركة مرور البيانات داخل إيران انخفضت بنسبة تقارب 97% مقارنة بنفس التوقيت قبل أسبوع فقط. هذا الرقم لا يشير إلى بطء، بل إلى شلل شبه تام.

تأكيد متعدد المصادر

وصفت شركة “NetBlocks“، الرائدة في تتبع إتاحة الإنترنت عالميا، الوضع على منصة “إكس” بأنه “انقطاع شبه كامل للإنترنت على مستوى البلاد”. و أكدت منظمات مراقبة أخرى هذا التقييم القاتم، كما نقل موقع “تك كرانش” .

انهيار الإنترنت في إيران

انهيار الإنترنت في إيران

السياق: حرب إلكترونية ومواجهة عسكرية:

يأتي هذا الانقطاع غير المسبوق في شدته و مداه في خضم:

1. تصعيد عسكري مباشر:

استمرار المواجهات العلنية بين إيران وإسرائيل لليوم السادس على التوالي.

2. موجة هجمات إلكترونية:

تعرضت إيران لسلسلة هجمات إلكترونية مكثفة منذ بدء هذا الجولة من الصراع، استهدفت على الأقل بنكا كبيرا ومنصة لتداول العملات المشفرة.

3. اتهامات إيرانية:

ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (IRIB) أن إسرائيل تشن “حربا إلكترونية واسعة النطاق” ضدها.

4. إجراءات تقييد محلية:

أفادت تقارير عن قيام السلطات الإيرانية، كرد فعل على الهجمات الإلكترونية، بتقييد الوصول إلى الإنترنت بشكل متزايد في الأيام السابقة، مما قد يمهد لما حدث لاحقًا.

 

لغز فني: انقطاع مختلف:

بينما يشير التوقيت والسياق إلى احتمال قيام السلطات الإيرانية بإجراء “فصل” متعمد للإنترنت عن العالم كإجراء وقائي أو احترازي في زمن الحرب، يلفت الخبراء إلى غرابة فنية في هذا الانقطاع:

غياب المؤشر المعتاد: أوضح بيلسون من “Cloudflare” أنه في حالات الانقطاع الحكومي المتعمد الشامل، يلاحظ عادة انخفاض حاد في “مساحة عناوين IP” المعلنة (أي تختفي شبكات الدولة عن الأنظار على الإنترنت العالمي). لكنه أشار إلى أنهم لم يلاحظوا مثل هذا النشاط في هذه الحالة. كل ما رصدوه هو انهيار حاد في حركة البيانات نفسها.

تكرار وتفاقم: لاحظ دوغ مادوري، خبير مراقبة الإنترنت في شركة “كنتيك“، نفس الانهيار، مشيرا على “إكس” إلى أن “خدمة الإنترنت انقطعت الآن في عدد كبير من مزودي الخدمة في إيران، وذلك للمرة الثانية على التوالي خلال يومين”، مضيفا أن “هذا الانقطاع أشد من انقطاع الأمس”. مما يشير إلى تدهور متسارع.

تأثيرات مدمرة تتجاوز الحرب:

بغض النظر عن السبب المباشر – سواء كان إجراء أمنيا حكوميا داخليا، نتيجة هجمات إلكترونية خارجية مكثفة، أو مزيجا معقدا من العوامل – فإن العواقب وخيمة:

عزل المعلوماتي:

حرمان الملايين من الإيرانيين من التواصل الأساسي مع العالم الخارجي ومصادر المعلومات المستقلة في لحظة بالغة الخطورة.

شلل اقتصادي واجتماعي:

تعطيل الخدمات الأساسية التي تعتمد على الإنترنت، من معاملات بنكية ودفع إلكتروني إلى خدمات حكومية وتواصل تجاري، مما يفاقم الأزمات الاقتصادية القائمة.

صعوبة التحقق:

إعاقة جهود الصحفيين والناشطين في توثيق التطورات على الأرض ونقل الصورة الكاملة للأحداث العسكرية والوضع الداخلي.

تأثيرات إنسانية:

عزل الأفراد عن عائلاتهم داخل وخارج البلاد، وتعطيل سبل الحصول على المساعدات أو الإرشادات الطبية الطارئة.

الوضع الراهن: ظلام رقمي:

تبقى إيران، في وقت إعداد هذا التقرير، في حالة من العزلة الرقمية الشديدة. في حين يستمر التحقيق التقني في تحديد السبب الدقيق وراء هذا الانهيار الفريد من نوعه من حيث آلية حدوثه، فإن الشعب الإيراني يدفع الثمن الأكبر، محاصرا داخل حدود اتصال لا تتجاوز في أفضل الأحوال شبكات اتصال محلية محدودة للغاية، في مشهد يذكر بانقطاعات سابقة لكن بمستوى غير مسبوق من الشدة والاتساع، وكل ذلك تحت سحابة حرب إقليمية مفتوحة تزيد الأمور تعقيدا وخطورة. العالم يترقب متى وكيف ستعود شريان الحياة الرقمي إلى إيران، وما الذي ستكشفه الأيام القادمة عن حقيقة هذه الأزمة الاتصالية العميقة.

الخاتمة : تركيز على العزلة والتأثير البشري

 

“وهكذا تتحول إيران، في خضم صراع عسكري يهدد استقرار المنطقة، إلى جزيرة رقمية معزولة. لا يقتصر تأثير هذا الظلام الإلكتروني على تعطيل آليات الحرب أو صد الهجمات السيبرانية فحسب؛ بل يمتد ليشل الحياة اليومية لملايين الإيرانيين، و يصم آذان العالم عن أصواتهم وأخبارهم. بينما تتصاعد نيران المواجهة، يدفع المدنيون الثمن مضاعفا: خوفاً من صواريخ السماء، وعزلة في صمت الشبكات. السؤال المركزي الآن ليس فقط متى ستعود الأضواء الرقمية، بل كم ستترك هذه العتمة الطويلة من ندوب في نسيج المجتمع والاقتصاد الإيراني، الذي بات ينزف – مرة أخرى – في صمت مطبق.”

 

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00