امرؤ القيس وحسان بن ثابت و”أبو نواس” من أهم الشعراء عبر التاريخ ويحملون جنسية واحدة
كتبت / روان رفاعي
أَبُو عَلِي اَلْحَسَنْ بْنْ هَانِئْ بْنْ عَبْدِ اَلْأَوَّلْ بْنْ اَلصَّبَاحِ اَلْحُكْمِيِّ اَلْمِذْحَجِي المعروف بِأَبِي نُوَاسْ (145 هـ – 198 هـ) (762م -813م ) شاعر عربي، يعد من أشهر شعراء عصر الدولة العباسية ومن كبار شعراء شعر الثورة التجديدية. وُلد في الأهواز سنة (145هـ -762م ) ونشأ في البصرة، ثم انتقل إلى بغداد واتّصل بالبرامكة وآل الربيع ومدحهم، واتصل بـالرشيد والأمين. وقد توفي في بغداد سنة (199هـ -813م) .
أبو نواس هو شاعر عربي عاش في العصر العباسي، ويُعد من أهم شعراء اللغة العربية على الإطلاق. وُلد في مدينة البصرة بالعراق عام 757 ميلادي، وتوفي في العام 814 ميلادي. يعتبر أبو نواس شاعرًا مرحًا ومزاحيًا، يتميز شعره بالنظم السهل والأسلوب الجذاب، ويحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي وخارجه.
حياة أبو نواس:
ولد أبو نواس في عائلة مرموقة بالبصرة، ونشأ في جو يحتضن الأدب والشعر. وكان والده يعمل في الحكومة العباسية. تلقى أبو نواس تعليمًا جيدًا، وتعلم اللغتين العربية والفارسية، كما كان يتحدث اليونانية بطلاقة.
عمل أبو نواس في الحكومة العباسية، وكان يشغل مناصب عدة في مختلف الإدارات. ولكنه لم يكن يحب العمل الحكومي، وكان يفضل القيام بأعمال فنية وأدبية. وقد عاش حياة مليئة بالمغامرات والمرح، وكان يحب الخمر والحفلات والنساء.
شعر أبو نواس:
يعد شعر أبو نواس من أهم الأعمال الأدبية في التراث العربي، ويتميز بالنظم السهل والأسلوب الجذاب. وكان يستخدم اللغة العربية بطريقة جريئة ومبتكرة. وتتحدث قصائده عن المشروبات الكحولية والنساء والحياة الليلية، وقد تعرض للانتقاد من بعض المتدينين والمحافظين بسبب ذلك.
وقد قال في نفسه : ( أشعاري في الخمرة لم يقل مثلها، وأشعاري في الغزل فوق أشعار الناس، وأجود شعري إن لم يزاحم غزلي، ما قلته في الطرد (الصيد) )
ومن أشهر قصائد أبو نواس:
وصف أبو نواس الخمر في القصيدة الآتية:
ألا فاسقِني خمراً وقل لي: هيَ الخمرُ ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ فإن طال هذا عندَهُ قَـصُــرَ الـدهــرُ
وما الغَبْنُ إلاّ أن تـرَانيَ صـاحِـيا وما الغُنْـمُ إلا أن يُتَـعْـتعني الســكْرُ
وبعدما أحسن بقرب وفاته قال :
اِلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ اَهلاً وَ لاَ اَقْوَى عَلَي النَّارِ الْجَحِيْم
فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَ اغْفِرْ ذُنُوْبِي فَاِنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ
وَ عَامِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ وَ ثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ
مواقف أبو نواس مع خليفة عصره:
عاش أبو نواس في عهد الخليفة العباسي الراشد، وكان يتصدر القائمة المتألقة للشعراء في ذلك الوقت. وكانت له علاقة جيدة مع الخليفة، حيث كان يحظى بمكانة مرمتفردة في الحكومة العباسية، وكان يحصل على دعم واهتمام من الخليفة.
وفي إحدى المرات، قام الخليفة الراشد بتجربة أبو نواس، حيث طلب منه أن يكتب قصيدة عن موضوع معين خلال فترة قصيرة، ووعد أبو نواس بالقيام بذلك. ولكنه لم يكتب أي شيء لمدة ثلاثة أيام، وعندما استدعاه الخليفة ليعرف سبب تأخره، قال له: “إني كنت مشغولًا بتفكيري في القصيدة، وحينما تأتيني فجأة، أكتبها في دقائق قليلة”.
وفي إحدى المناسبات، قام أبو نواس بكتابة قصيدة تشيد بالخليفة الراشد وتمجده، وقدمها إليه بنفسه. وعندما قرأ الخليفة القصيدة، أعجبته كثيرًا، وقال لأبو نواس: “أنت شاعرٌ متميز، وتستحق المزيد من الاهتمام والتقدير”.
وقد قال ذات مرة للخليفة :
بِكَ أَستَجيرُ مِنَ الرَدى وَأَعوذُ مِن سَطَواتِ باسِك
وَحَياةِ رَأسِكَ لا أَعو دُ لِمِثلِها وَحَياةِ راسِك
مَن ذا يَكونُ أَبا نُوا سِكَ إِن قَتَلتَ أَبا نُواسِك
ويُعتبر أبو نواس واحدًا من أهم الشعراء في التراث العربي، ولا يزال شعره يحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي وخارجه. وتُعد قصائده من أهم المصادر التي توثق حقبة العصر العباسي وتعكس ثقافته وحياته ومجتمعه.