الوقوع في الضلال وأتباع الهوى والشهوات غالبا مايكون له بعض اللذة قد يستشعرها هذا الشخص الضعيف الذى سار خلف شهواته دون أن يدرك أن الثمن سيكون بالقطع غاليا .
بقلم/ إنچى علام
ومن هنا ينبغي علي الشخص العاقل أن يتأمل العواقب وما ال إليه أهل الأهواء من الوقوع في الضلال ، قال تعالى (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ).
فاتباع الهواء يراد به فعل ما تهوى النفس اي اتباع إرادته ومحبته التي هي هواه.
* متى تنال النفوس مناها ؟!… إذا صار ضاؤها دواها .., ومتى يصير دائها دواها ؟!… إذا خالفت هواها… أن داءها هو الهوى فإذا خالفته تداوت منه بمخالفته.
* تجد صاحب الهوى إما أن يكون عابداً مبتدعاً وإما أن يكون عاصياً متبعاً لشهواته فهو يعلم من نفسه أنه صاحب بدعه او أنه صاحب معصيه.
* قد قيل الهوى “كمين لا يؤمن “قال الشعبي : وسمي هوى لأنه يهوى بصاحبه مطلقه يدعو الى اللذه الحاضره من غير فكر في العاقبه ويحث على نيل الشهوات عاجلاً واجلاً وأن كان سبباً لأعظم الآلام عاجلاً واجلاً فللدنيا عاقبه قبل عاقبه الأخره والهوى يعمى صاحبه من ملاحظتها والمروءه والدين والعقل ينهى عن لذه تعقب ألماً وشهوه تورث ندماً فكل منها يقول للنفس إذا أرادت ذلك لا تفعلي والطاعه لمن غلب.
*قال تعالى﴿ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾

الوقوع في الضلال وأتباع الهوى
* هناك اسباب لعلاج الهواء نذكر بعضا منها.
* عزيمه حره يغار لنفسه عليها.
* جرعه صبر يصبر نفسه على مرارتها تلك الساعه.
* إبقاؤه على منزلته عند الله تعالى_وفى قلوب عباده وهو خير وانفع له من لذه موافقه الهوى.
* ألا يختار لنفسه أن يكون الحيوان البهيم احسن حالاً منه فإن الحيوان يميز بطبعه بين مواقع ما يضره وينفعه.
* أن يسير بقلبه في عواقب الهوى فيتأمل كم افاتت معصيته من فضيله وكم اوقعت في رذيله.
* أن يأنف لنفسه من ذل طاعه الهوى فإن من أطاع أحد هواه قط إلا وجد في نفسه ذلآ،ولا يغتر بصوله أتباع الهوى وكبرهم فهم أذل الناس بواطن قد جمعوا بين خصلتين الكبر والذل.
* أن يوازن بين سلامه الدين والعرض والمال والجاه ونيل اللذه المطلوبه فإنه لا يجد بينهما نسبه ألبته ، فليعلم أنه من أسفه الناس ببيعه هذا بهذا.

الوقوع في الضلال وأتباع الهوى
* أن يعلم أن الهوى ما خالط شيء إلا أفسده ، فان وقع في العلم أخرجه الى البدعه والضلاله وصار صاحبه من جمله أهل الأهواء ، وأن وقع في الزهد أخرج صاحبه الى الرياء ومخالفه السنه ، وأن وقع في الحكم أخرج صاحبه الى الظلم وصده عن الحق ، وأن وقع في القسمه خرجت عن قسمه العدل الى قسمه الجور ، وأن وقع في العباده خرج عن أن تكون طاعه وقربه ، فما قارن شيئاً إلا أفسده.
* أن يعلم أن الشيطان ليس له مدخل على ابن ادم إلا من باب هواه ، فإنه يطيف به من أين يدخل عليه حتى يفسد عليه قلبه وأعماله.
*قال تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ” )
* إنك إذا تأملت السبع الذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله ، وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفه الهوى ، فإن الإمام المسلط القادر لا يتمكن من العدل الا بمخالفه الهوى ، والشاب المؤثر لعباده الله على داعي شبابه لولا مخالفه هواه ولم يقدر على ذلك ، والرجل الذي قلبه معلق بالمساجد إنما حمله على ذلك مخالفه الهوى الداعي له الى اماكن اللذات ، والمتصدق المخفي صدقته عن شماله لولا قهره لهواه لم يقدر على ذلك ، والذي دعته المرأه الجميله الشريفه فخاف الله_ عز وجل_ وخالف هواه ، والذي ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشيته إنما أوصله الى ذلك مخالفه هواه , فلم يكن لحر الموقف وعرقه وشدته سبيل عليهم يوم القيامه وأصحاب الهوى قد بلغ منهم الحر والعرق كل مبلغ وهم ينظرون بعد ذلك دخول سجن الهوى ، الله سبحانه وتعالى المسؤل أن يعيذنا من أهواء نفوسنا الأماره بالسوء ، وأن يجعل هوانا تبعاً لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير وبالإجابه جدير.