العدد الحقيقي للاجئين والمهاجرين لمصر من مختلف الدول والأقطار
تقرير /ايمان سامي عباس
ماهو العدد الحقيقي للمهاجرين واللاجئين الذين استقبلتهم مصر خلال السنوات الماضية بعد أن فروا من بلدانهم بسبب ويلات الحروب والنزاعات المسلحة الداخلية والخارجية فضاقت بهم سبل العمل والعيش في أمان واختاروا جمهورية مصر العربية للجوء لها ووصل الأمر بالكثيرين منهم للإصرار علي البقاء وعدم المغادرة حتى بالنسبة لمن أستقرت الأوضاع في بلدانهم ومسقط رؤوسهم .
المنظمة الدولية للهجرة
سؤال فرض نفسة بشدة طيلة السنوات الماضية وتضاعفت التساؤلات بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها دولة السودان الشقيقة.
وفقا لتقرير المنظمة الدولية للهجرة عام 2022 تستضيف مصر 9 ملايين لاجئ ومهاجر من أكثر من 130 دولة وبما يمثل 8.7 ٪ من السكان .
وبالطبع صدر هذا التقرير قبل الأزمة السودانية الأخيرة والتى أسفرت عن دخول 40 ألف سودانى من منفذى قسطل وأرقين خلال الأيام الماضية .
السودانيين والسوريين ودول أخرى
فيوجد في مصر حاليا نحو 4 ملايين من الإخوة السودانيين قبل الأزمــة طبقا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة التى نشرتها «المصرى اليوم» و1.5 مليون من الأشقاء السوريين ومليون يمنى ومثلهم من ليبيا بخلاف الإخوة من العراق والصومال وإثيوبيا والعديد من الــدول .
ويستقبل أهل مصر كل من يلجأ إليهم بالترحاب ويقولون لهم «أدخلوها آمنين» على أرواحكم وعلى أولادكم وعلى أموالكم .. وأهلاً بكم كراماً تعيشون بيننا كما نعيش .. لكم ما لنا وعليكم ما علينا.. ويتم توفير الأمــن والسكن لهم .. وتأمين المــدارس والجامعات لأولادهم ..
عمل وتجارة واستثمار
ومن يريد العمل فمكانه موجود .. وإذا كان تاجراً فالأسواق مفتوحة .. ولوطلب الاستثمار فى الصناعة أو السياحة فلن يجد مناخاً يسمح لغير أبناء البلد باقتحام هذه المجالات بكل سهولة ودون وجود وكيل أو كفيل محلي .. كما على أرض المحروسة .. لذلك فإن أغلبهم لا يغادرون مصر ولا يعودون إلى بلادهم حتى بعد انتهاء سبب هجرتهم !! .
لم تتاجر مصر عبر تاريخها باحتضانها لملايين من الهاربين من ويـلات الحروب والفارين من مخاطر المجاعات والأوبئة ومن يعانون من ظروف اقتصادية وأمنية صعبة فى بلادهم .. فالدولة لم تغلق حدودها أمامهم .. وتسمح بدخولهم دون أن تطلب ثمناً .. وتفتح منافذها البرية والبحرية والجوية وتسهل إقامتهم دون وضعهم فى معسكرات إيواء يتعرضون للبرد والأمطار والصقيع فى الشتاء .. والشمس الحارقة فى عز الصيف كما يحدث لهم فى معظم دول العالم فى أوروبا وآسيا والشرق الأوسط .. وحتى أمريكا التى يطلقون عليها أرض الأحلام أصبحت تضع شروطاً قاسية لاستقبالهم وتغلق حدودها فى وجوههم بل وتمنع أن يجتمع شمل الأسـرة الواحدة وتكتفى بمنح حق اللجوء للأب والأم أما الأبناء فليظلوا فى بلادهم يواجهون المصير المجهول أو ليذهبوا إلى الجحيم !! .
أكثر من مرة يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ان مصر لا تميز بين مواطنيها والمقيمين على أرضها من الأجـانـب الذين نعتبرهم ضيوفاً ولـيـسـوا لاجـئـين بينما هـنـاك الـعـديـد من الـدول ترفض مجرد استقبالهم .. ومن توافق على دخولهم تقيم لهم مخيمات ومعسكرات لايوائهم وهذا لا يحدث فى مصر !! .
نعم .. عبر العصور لا توجد دولــة تحتضن اللاجئين والمهاجرين مثل مصر.. فهى وحدها تفتح أبوابها لهم أولاً وتغيثهم وبعد أن يطمئنوا ويستقروا تسألهم عن هويتهم وسبب لجوئهم ومــدة اقامتهم .. ووحـدهـم أهـل مصر الذين يستضيفونهم ويتقاسمون معهم خبزهم قبل حتى أن يتعرفوا على أسمائهم ومن أين أتوا وماذا أجبرهم على الفرار من بلادهم ؟! .