العجلات الحربية بالحضارة المصرية القديمة
بقلم :الدكتور رمضان العوامي
ان العجلة الحربية او سلاح العربات الذي استخدمه قدماء المصريين في الدفاع عن أرضهم ، هو سلاح مصري اختراعا وتصميما وصناعة ، ولم يأخذوه عن احد ، وقدأوهمتنا بعض المصادر زيفا إن – الهكسوس – هم من ادخلوا العربة والحصان لمصر ، وهذا لا يتفق مع المنطق أو مع السياق الأثري الذي سنبينه ، ولا يتفق أيضا مع حرفة الهكسوس التي هي الرعي ، إذ لايمكن لراعي حيوانات آن يستقر في مكان واحد أو يستخدم عربة أثناء الرعي ، فلابد ان يكون سكنه قابلا للتنقل ( خيمة )للبحث عن المرعي الجيد ، ثم لابد ان يكون راجلا اثنا تتبّع مواشيه في الحقول وبين الجبال ، وهنا لايمكن استخدام العربة ، علي عكس المصري القديم الذي يقيم بأرضمنبسطة ليس بها أية عقبات تعرقل حركة العربة، ثم ان المصري مستقر علي ضفة نهره ويمارس الزراعة التي تحتاج لاستخدام عربة مجرورة لنقل منتجاته .
إما عن الأثر فأن المستكشف المعروف – هنري لوت – فقد استكشف في جبال اكاكوس الممتده جنوب شرق الجزائر وغرب جنوب ليبيا الرسومات الصخرية وكان ذلكبين عامي 1935 – 1950 – وقد جاء في تلك الرسومات في كتابه – الرسوم الصخرية – صورا واضحة المعالم لأحصنه وعربات تجرها الخيول ، وكان ذلك منذ عشرة آلاف سنه حسب ما ذكره ، فلا يعقل آن يصل الحصان والعربة الى عمق الصحراء دون ان يصل الى مصر المتحضرة في ذلك الزمن .
وشاهد قوي آخر هو انه انه لم يتم العثور على أي أثر العجلات حربية في عاصمة الهكسوس أفاريس على الرغم من أعمال التنقيب المكثفة
والعجلة الحربية سلاح مصري استحدثه وطوره قدماء المصريين وصارت جزءاً من مكونات الحضارة المصرية، ورمزاً لمصر على مر العصور، وهي أقدم سلاح مدرع أوعربات مدرعة استخدمت كأسلحة في الحروب وقد بدأ ظهورها في مصر في عهد الأسرة السابعة عشر حيث استخدمت في مهاجمة جنود الهكسوس وكان لهم التفوق العسكري..
العجلات حربية
و قد ذكرت العجلات لأول مرة على مسلة كاموس باسم (نت حتري) أي سلاح العجلات ، ثم استخدمت العجلات من بعد ذلك من قبل المصريين بكثرة وتظهر في لوحات تحتمس الأول وتحتمس الثالث ورمسيس الثانى عندما ظهرت ألقاب جديدة مثل رئيس الإسطبل ومقاتل العجلة.
وتتميز العربة الحربية المصرية بالوزن الاخف عند منازلتها لعربات الاعداء ،وسرعة المناورة عند الدوران حول محورها بزاوية دائرية كاملة 360 درجة،وسهولة ذلك بخفة وليونة دون أن تنقلب،وبالتالي يمكن أن تجاري سرعة الأحصنة حتي سرعة 70 كم في الساعة.
وقد نفذت تلك العربات من الخشب ذو ألياف طويلة يقبل الإلتواء والانحناء بالبخار مثل خشب البلوط والدردار،حيث تتكون من عدة أجزاء منفصلة يتم تجميعها بأربطة من الجلد،مما يجعلها متماسكة الأجزاء المتحركة،وكل من العريش والدنجل مصنوع من قطعة خشبية واحدة ذات ألياف طويلة منحنية باستخدام البخار،وجسم العربة مصنوع من تجميع ألواح خشبية مجاورة لبعضها البعض ومغطي بالكتان والجص.
العجلات حربية
والطريقة التي صنع بها جسم العربة تمنع نفاذ السهام وتقاوم ضربات البلط في المعركة،كما أن أرضية جسم العربة تتكون من شرائح من الجلد المتقاطع،وميزان المقدمة”الكاهل”منحني لتثبيت أحزمة الجلد التي تربط العربة برقاب الأحصنة،وهو أيضا حر الحركة ومثبت في العريش باستخدام مسمار خشبي.
ومحور العجلات الدنجل وهو العارضة الخشبية التي تصل العجلتين وجسم العربة يمكنه تحمل اعباء كبيرة أُثناء المعركة،لذا وجب أن يكون شديد التحمل والمتانة،كمالاحظ المصريون القدامي أن أي ثقب فيه سيضعفه مما قد يؤدي إلي كسره أثناء المعركة،ولهذا تم تثبيت الجسم والعجلات والمحور بإستخدام الجلد والغراء فقط.
كما كان يتم تثبيت شرفة العربة بقطعة خشبية مثقوبة،ثم يتم ربط هذه القطعة ب الدنجل بدلا من ثقب الدنجل مباشرة،وبنفس المبدأ المتبع مع محور العجلات الدنجل،تفادي المصري القديم أي ثقوب في المحور الرئيسي للعربة أيضا،وتم تثبيت جسم العربة مع المحور الرئيسي العريش باستخدام الجلد والغراء.
د. رمضان العوامي – باحث تاريخي مستقل
العجلات الحربية بالحضارة المصرية القديمة