الرئيسية » السعودية قدمت خلال ثمانية أعوام مساعدات بقيمة 96 مليار دولار لنحو 167 دولة

السعودية قدمت خلال ثمانية أعوام مساعدات بقيمة 96 مليار دولار لنحو 167 دولة

by مروه ابوسوسو
0 comments

السعودية قدمت خلال ثمانية أعوام مساعدات بقيمة 96 مليار دولار لنحو 167 دولة

رسخت المملكة العربية السعودية مكانتها العالمية وحضورها القوي في العمل الإنساني والتطوعي عبر سجل ذاخر بالمبادرات وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية التي تعكس أصالة المملكة واهتمامها بالإنسان أينما كان على مستوى العالم، حتى أصبح العمل الإغاثي والإنساني السعودي نبراساً عالمياً يُحتذى، وعَلماً بارزاً يُقتدى به، وذلك عبر برامج احترافية تخضع لمعايير فنية مُحكمة، إذ بلغ قيمة ما قدمته المملكة أكثر من 96 مليار دولار أمريكي كمساعدات إنسانية وإغاثية خلال الفترة بين 1996 – 2023م استفاد منها 167 دولة حول العالم.

أكبر الداعمين لليمن
تُعد المملكة العربية السعودية أكبر داعم للعمل الإنساني في اليمن، حيث قدمت خلال السنوات القليلة الماضية ما يربو على 21 مليار دولار أمريكي كمساعدات إنسانية وإغاثية وتنموية واقتصادية للجمهورية اليمنية الشقيقة، ومنذ إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في العام 2015م وحتى الآن نفذ أكثر من 2.473 مشروع إنساني في 92 دولة حول العالم بقيمة تجاوزت 6 مليارات و248 مليون دولار أمريكي، شملت مختلف القطاعات الحيوية؛ كالأمن الغذائي، والتعليم، والصحة، والحماية، والتغذية، والمياه والإصحاح البيئي، والتطوع، والخدمات اللوجستية، والتعافي المبكر، الإيواء، وغيرها من المجالات الحيوية، حيث جرى تنفيذها بالشراكة مع 175 شريكًا من المنظمات الأممية والدولية، وحظي اليمن بالنصيب الأوفر من مشاريع المركز، حيث بلغت أكثر من 814 مشروعًا (منجزة- وقيد التنفيذ)، بقيمة تجاوزت 4 مليارات دولار، وذلك بالتنسيق مع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، الذي قدّم منذ عام 2018م وحتى الآن (224) مشروعا ومبادرة تنموية، بإجمالي عدد مستفيدين (14.6 مليون مستفيد) في 14 محافظة يمنية خدمة للأشقاء اليمنيين في (7) قطاعات أساسية، وهي: التعليم، والصحة، والمياه، والطاقة، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وبناء قدرات المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى البرامج التنموية.

وعلى مدار عامين متتالين، نظمت المملكة بالتعاون مع الأمم المتحدة مؤتمرين للمانحين الدوليين والمنظمات الإغاثية في اليمن، الأول في يونيو 2020، والثاني في مارس 2021، ساهمت خلالهما المملكة بتقديم مبلغ 930 مليون دولار، لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لدعم اليمن.

برامج نوعية
بادرت المملكة ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة بإنشاء عدد من البرامج النوعية لمواجهة العديد من التحديات باليمن، ومنها البرنامج السعودي لنزع الألغام (مسام) الذي نجح منذ إنشائه في العام 2018م وحتى الآن في انتزاع أكثر من 410 ألف لغم من مختلف المحافظات اليمنية، ومن البرامج النوعية أيضاً، برنامج الأطراف الصناعية، الذي يهدف إلى دعم ومعالجة وتوفير أطراف صناعية ذات جودة عالية للمصابين بالبتر، وإعادة تأهيلهم؛ لكي يكونوا أشخاصا منتجين قادرين على العمل وممارسة حياتهم الطبيعية، وقد بلغ عدد المستفيدين من البرنامج منذ عام 2020م حتى نهاية يوليو 2023م، ما يزيد عن 48 ألف فرد حصلوا على أكثر من 155 ألف خدمة مجانية في الأطراف الصناعية، والصيانة، والعلاج الطبيعي، في محافظات عدن وتعز ومأرب وحضرموت.

كما يعد مشروع إعادة إدماج الأطفال في اليمن (كفاك) من مشاريع المركز النوعية في اليمن، إذ يهدف إلى إعادة تأهيل عدد من الأطفال المجندين هناك، من خلال إدماجهم بالمجتمع وإلحاقهم بالمدارس ومتابعتهم، إضافة إلى تأهيلهم نفسياً واجتماعياً وإعداد دورات بهذا الخصوص لهم ولأسرهم، ليمارسوا حياتهم الطبيعية كأطفال، كما يهدف المشروع إلى توعية أولياء أمور الأطفال بمخاطر التجنيد لهذه الفئة، والعمل على إيجاد بيئة أسرية سليمة عبر إقامة الدورات التوعويـة والتثقيفية والتعريف بالقوانين التي تُجرم تجنيد الأطفال، وقد استفاد من هذا المشروع منذ انطلاقه 755 طفلاً، إضافة إلى 84,592 مستفيداً غير مباشر من أولياء أمور الأطفال.

ادماج اللاجئين
وفي ملف اللاجئين، تعد المملكة من أكثر الدول استقبالاً للاجئين (الزائرين) حيث يقدر عددهم الإجمالي داخل المملكة بـ 1,074,153 لاجئاً، منهم 561,911 لاجئاً من اليمن، و262,573 لاجئاً من سوريا، و 249,669 لاجئاً من ميانمار، إذ تتيح المملكة لهم فرصة العلاج والتعليم مجاناً، وتحرص على اندماجهم في المجتمع وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة، وإتاحة فرص العمل والتعليم في المدارس العامة وبلغت نسبة اللاجئين داخل المملكة العربية السعودية 5.5% من إجمالي عدد السكان وبلغت إجمالي المساعدات المقدمة لهم أكثر من 17,5 مليار دولار حتى الآن. كما شمل العمل الإنساني السعودي اللاجئين السوريين في مختلف أماكن وجودهم، فضلًا عن المساعدات المقدمة للتخفيف من معاناة المحتاجين خلال الأزمات في كل من إندونيسيا وباكستان، والزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، إلى جانب المتضررين في جمهورية السودان جراء الأزمة الإنسانية الحالية التي تمر بهم، فضلاً عن تسيير جسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية المتنوعة، للتخفيف من آثار الزلزال على الشعب المغربي الشقيق.

مكافحة كورونا
بذلت المملكة جهودًا كبيرة في مكافحة جائحة كورونا دولياً، حيث قدمت في هذا الجانب 863 مليون دولار أمريكي، كما تبرعت بجرعات اللقاحات وإمدادات الأوبئة لأكثر من 41 دولة، كما دعمت انتاج اللقاحات وتوزيعها ضمن مبادرة مجموعة العشرين بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي، منها 150 مليون دولار لتحالف ابتكارات التأهب الوبائي (CEPI)، و150 مليون دولار للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)، و200 مليون دولار للمنظمات الدولية والإقليمية.

الصندوق السعودي للتنمية

أسهمت المملكة منذ عام 1975م من خلال الصندوق السعودي للتنمية، في تعزيز ركائز التنمية المستدامة في نطاقاتها المختلفة وأشكالها المتعددة؛ ويأتي ذلك اهتمامًا من حكومة المملكة في دعم وتعزيز العلاقات الوثيقة بين الدول العربية، إذ قدَّم الصندوق السعودي للتنمية أكثر من 281 قرضًا مُيسَّرًا تنمويًّا لتنفيذ مشاريع وبرامج إنمائية واقتصادية بمبلغ إجمالي يُقدَّر بـأكثر من 20 مليار دولار في 17 دولة عربية في كل من أفريقيا وآسيا، شملت المشروعات جمهورية مصر العربية، جمهورية السودان، الجمهورية التونسية، جمهورية القُمر المتحدة، جمهورية جيبوتي، المملكة المغربية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، جمهورية الصومال الفيدرالية، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، مملكة البحرين، سلطنة عُمان، المملكة الأردنية الهاشمية، الجمهورية العربية السورية، الجمهورية اليمنية، الجمهورية العراقية، الجمهورية اللبنانية، فلسطين، وقد تضمَّنت تلك المشروعات مختلف القطاعات التنموية؛ منها الصحة والتعليم والنقل والمواصلات والزراعة والبنية التحتية والموانئ والطاقة.

سجل حافل

وللمملكة سجل حافل بالعطاءات التنموية تجاه الدول العربية منذ عام 1975م من خلال الصندوق السعودي للتنمية الذي يُعد ذراعها في التنمية الدولية، إذ قدَّمت 205 اتفاقيات منح من خلال الصندوق تقدّر بأكثر من 18 مليار دولار؛ لدعم قطاعات متعددة في المجالات الإنسانية والتنموية والاقتصادية المختلفة، بالإضافة إلى الشراكة مع المنظمات الدولية، وعَمِل الصندوق على دعم الدول العربية من خلال إيجاد فرص متنوعة تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي، كما أسهمت المشروعات والبرامج الإنمائية التي موَّلها الصندوق في القطاعات الحيوية، في تحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص وظيفية لملايين البشر، كما دعم الصندوق المحتوى المحلي من خلال تشجيع العديد من الشركات السعودية والاستشاريين لتنفيذ مشروعات تنموية دولية مموَّلة من قِبل الصندوق في مختلف الدول.

ولدورِ المملكة الريادي وصل النشاط الإنمائي التراكمي للمملكة من خلال الصندوق السعودي للتنمية منذ تأسيسه وعلى مدى أكثر من 48 عامًا، إلى أكثر من (700) مشروع وبرنامج إنمائي في 84 دولة نامية حول العالم؛ للإسهام في تحقيق الاستقرار والازدهار في البلدان النامية، ويأتي ذلك انسجامًا مع أهداف المملكة المتمثلة في تحقيق الرخاء، وتوفير الدعم التنموي للدول الأقل نموًّا.

المرأة والأطفال والشباب

تضع المملكة فئات المرأة والأطفال والشباب على رأس قائمة أولوياتها ضمن الأعمال الإنسانية التي تنفذها في شتى بقاع الأرض، إذ نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 885 مشروعاً مخصصاً للمرأة حول العالم، كما نفذ المركز 815 مشروعاً يعنى بالطفل.

ويُعد البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية أضحى علامة فارقة ومرجعًا دوليًّا بمجاله، حيث استطاع منذ إنشائه دراسة 130 حالة حتى الآن من 23 دولة في 3 قارات حول العالم، وإجراء 56 عملية جراحية لفصل توأم سيامي وطفيلي.

ويضع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية العمل التطوعي ضمن أهدافه الرئيسة، ساعياً إلى تطويره، وتوعية الشباب عن أهميته وتحفيزيهم للمشاركة فيه، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 بزيادة أعداد المتطوعين في المملكة إلى مليون متطوع، إذ قام مركز الملك سلمان للإغاثة بإطلاق “البوابة السعودية للتطوع الخارجي” التي تهدف إلى استقبال الراغبين بالتطوع للمشاركة ضمن أعمال المركز في الخارج بعد تأهيلهم وتدريبهم، وقد بلغ عدد المسجلين في البوابة حتى الآن أكثر من 53 ألف متطوع، إضافة إلى جهوده في استقطاب المتطوعين من مختلف الجهات والتخصصات للمشاركة ضمن برامج المركز التطوعية، والتي بلغت حتى الآن أكثر من 410 برامج تطوعية في مجالات متعددة نُفذت في 35 دولة حول العالم، منها برامج تعليمية وتدريبية، وأخرى طبية استفاد منها أكثر من مليون فرد.

وستبقى – بإذن الله – أيادي المملكة البيضاء تُمد بسخاء، وسجلها الناصع يمتد بالعطاء، وفق توجيهات كريمة من القيادة الحكيمة، انطلاقاً من التعاليم الجليلة لديننا الإسلامي، وتجسيدًا لأسمى معاني التضامن الإنساني.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00