الرئيسية » البطل العربي عبد القادر الجزائري

البطل العربي عبد القادر الجزائري

by وئام أحمد إمام
0 comments

البطل العربي عبد القادر الجزائري

كتبت: وئام أحمد إمام

حارب فرنسا ١٧ سنة قتل خلالها ٩٧٠٠٠ فرنسي في ١١٦ معركة، بسببه خلع ملك فرنسا ١٣ وزير حربية، هزم وأذل ١٢٢ جنرال فرنسي.

البطل عبد القادر الجزائري الحسني هو مؤسس الجزائر الحديثة، ولد في معسكر عام 1808/09/06م وتولىٰ منصب سلطان الجزائر عام 1832/11/20م، وانتهىٰ حكمه في 1847/12/23م، وتوفي في منفاه في دمشق عام 1883/05/26م.

ورغم التاريخ الحافل الذي يحمله هذا الرجل، لكننا نلاحظ منذ سنوات حملة ممنهجة تسعىٰ لتشويه الأمير عبد القادر الجزائري، أحد أعظم أبطال الأمة والذي أتىٰ في قرن كان فيه أبطال الأمة نادرون، ونلاحظ أنهم يتبعون أسلوب التكرار في نشر الإتهامات كي نتقبلها بشكل تلقائي مع مرور الزمن.

الرد علىٰ إتهامه بالماسونية

في إطار الحمله ضده نجد الكثير من التصريحات والدراسات التي تشوه سيرة مؤسس الجزائر الحديثة الأمير عبد القادر الجزائري، وتصور هذه الدراسات عبد القادر الجزائري كشخص ماسوني وكأن هذا الأمر مفروغ منه، ولدرجة أصبحنا نرىٰ اسم عبد القادر في القوائم الماسونية المنشورة.

ويبدأ هذا الأمر من سعي وحرص أعداء الأمة علىٰ طمس تاريخنا وتشويه رموزنا بشكل منظم وممنهج، وإنطلاقهم من سعيهم لجعل أمتنا بلا أبطال يفتخرون بهم، وبهذا تفقد الأمة أحد أهم العناصر في إستنهاضها، وأمام هذا الأمر وجب علينا توضيح أصل هذا الإفتراء والرد عليه.

وأما الأصل فهو معروف حيث أن كل التهم التي اتهم بها الأمير عبد القادر الجزائري يعود أصلها لكتاب (حياة عبد القادر) والذي قام بتأليفه الدبلوماسي البريطاني شارلز هنري تشرشل، ذو التوجه المعادي لأمتنا، وهو أيضًا أحد رواد فكرة إقامة دولة إسرائيل في أرض فلسطين.

ثم قام بنقل هذا الإفتراء كُتاب ومفكرين عرب وأهمهم جورجي زيدان والذي كان له دور كبير في نشر معلومات تاريخية خاطئة تشوه تاريخ أمتنا.

وأما الإستناد التاريخي الذي يستند له تشرشل في إتهام عبد القادر الجزائري بالماسونية فهو نعي الحركة الماسونية لعبد القادر الجزائري عند وفاته وإدعائهم بأنه منهم.

وهنا نقول بأن النعي لم يكن بسبب أن عبد القادر الجزائري ماسوني أو عميل، بل كان بسبب العمل البطولي الذي قام به عبد القادر الجزائري عندما أنقذ ١٥ ألف مسيحي في دمشق من الإبادة في الأحداث الدامية التي حدثت عام 1860م.

وهذا الفعل العظيم الذي قام به إنطلاقًا من أخلاق ديننا ومجتمعنا كان ملهما لأن ينسبوا شخصية عبد القادر الجزائري لهم، وينفوا أن يكون ولائه وإنتمائه لأمتنا وتاريخها.

وهذا ما جعل الجمعيات الماسونية بأفرعها الكثيرة تدعي أنه إنتسب لها، وجعل الكثير من البلاد يقومون بتكريمه بالأوسمة، وقد نفىٰ سعيد الجزائري حفيد عبد القادر الجزائري مسألة إنتمائه للماسونية.

الرد علىٰ إتهامه بالعمالة لفرنسا

يكفي أن نقوم بذكر الأرقام لنرد ردًا حاسمًا علىٰ هذا الإفتراء، أن فرنسا قتل منها خلال ١٣٢ سنة من إستعمارها للجزائر حوالي ١٤٤٠٠٠ قتيل منهم ٩٧٠٠٠ قتيل علىٰ يد عبد القادر الجزائري في ١٧ سنة أي أنه قتل ضعف ما قتله غيره خلال سنوات الاستعمار، وجهاده هو ما أجبر فرنسا أن تعترف به سلطانًا علىٰ الجزائر في تاريخ 1832/11/20م.

وبسببه تم تغيير منصب وزير الحربية الفرنسية ١٣ مرة، ويكفي أيضًا ذكر جزء بسيط من معاركه مع الفرنسيين لتفوق كل الأكاذيب، فكل معركة فيها أكثر قيمة من أي وسام ومن معاركه معركة المقطع ومعركة بودواو ومعركة عمال ومعركة متيجة ومعركة وادي العلايق  ومعركة بني مراد ومعركة الزمالة ومعركة تادمايت ومعركة دلس ومعركة تيزي وزو  وحملة آيث إيراثن ومعركة بني جعد ومعركة يسر ومعركة مازغران ومعركة سيدي براهم ومعركة واد أسلاف.

نهاية حكمه

وأما سبب نهاية حكمه فهو إجتماع العالم ضده لإدراكهم مدىٰ الخطر الذي وصل له، حيث قامت إسبانيا وأمريكا وبريطانيا بمساندة فرنسا رغم عداوتهم لها، فقاموا بمراقبة كافة الطرق البرية والبحرية لمنع وصول الأسلحة لجيش عبد القادر الجزائري، ليترجل الفارس عن جواده في 1847/12/23م، وكان عبد القادر الجزائري قد طلب أن يذهب إما لمدينة عكا في فلسطين أو الأسكندرية في مصر، ولكن تم الغدر به بإرساله إلىٰ سجون فرنسا فتم حبسه لمدة ٥ سنوات، ثم قام نابليون الثالث بإطلاق سراحه عام 1852م تقديرًا منه لدور عبد القادر في خلع منافسه ملك فرنسا لويس فيليب، والذي لولا عبد القادر لما استطاع نابليون الثالث أن يرىٰ عرش فرنسا.

دوره في خلع ملك فرنسا

نتيجة ١٧ عامًا من قتال عبد القادر الجزائري المستمر ضد فرنسا، تم إستنزاف الخزينة الفرنسية ومقدراتها في معاركها في الجزائر مما أدىٰ لزيادة المجاعة والبطالة والأزمات المالية في فرنسا وهذا أدىٰ لإشتعال ثورة في 1848م، أدت لخلع ملك فرنسا لويس فيليب فقط بعد شهرين فقط من نهاية حكم وحروب عبد القادر الجزائري.

وهذا ما يفسر قيام ملك فرنسا لويس فيليب بالطلب من نابليون الثالث الذي تولىٰ الحكم من بعده، بأن يشدد في حبس عبد القادر الجزائري، وهذا ما قام به نابليون الثالث إلىٰ أن إستطاع أن يسيطر علىٰ كافة أركان حكم فرنسا لينصب نفسه إمبراطورا عليها، فقام بإطلاق سراح عبد القادر الجزائري عام 1852م.

آخر سنوات عبد القادر

بعد أن تم إطلاق سراحه عاش في إسطنبول لمدة أربعة أعوام، ثم قرر أن ينتقل لدمشق ليستقر فيها عام 1856م وعمل مدرسًا في المسجد الأموي، وسافر فترة قصيرة إلىٰ مِصر ليدعم مشروع قناة السويس وعامله حاكم مِصر الخديوي إسماعيل معاملة تليق به، فجعله مقدمًا عليه واعطاه صدر المجالس وكأن عبد القادر الجزائري هو حاكم مِصر وليس الخديوي إسماعيل، وهذا تقدير من الخديوي إسماعيل الذي يرىٰ في القادر الجزائري شخصية دينية وسياسية وقيادية وجهادية عظيمة.

ثم عاد عبد القادر الجزائري إلى دمشق وقام في عام 1860م، بدور بطولي عندما أنقذ ١٥ ألف مسيحي في دمشق من الإبادة في الأحداث الدامية التي حدثت في ذلك العام، وبسببها نال شهرة عالمية واسعة وحصل علىٰ أوسمة من مختلف الدول ومنها وسام من فرنسا عام 1865م بسبب دوره في إنقاذ المسيحيين وليس بسببب عمالة أو خيانة كما يروج المشوهين الذين حاولوا تحريف سبب نيله للوسام.

واستمر في التدريس في المسجد الأموي في دمشق إلى أن توفي في تاريخ 1883/05/26م، وتم دفنه في دمشق إلىٰ أن تم نقله للجزائر عام 1966م.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00