الرئيسية » أمريكا.. شركة تبيع الخوف وهي نمر على ورق

أمريكا.. شركة تبيع الخوف وهي نمر على ورق

by وفاء عبد السلام
0 comments

أمريكا.. شركة تبيع الخوف وهي نمر على ورق

بقلم: د. عمر محفوظ 

أمريكا ليست دولة، كما يُصوّرها الإعلام ويهتف لها التابعون، بل هي شركة ضخمة تعمل بمنطق الربح والخسارة، تحكمها حسابات البورصة لا الدساتير، وتديرها تكتلات المال لا القيم ولا المبادئ. ليست دولة بالمعنى الحضاري والسياسي للكلمة، بل هي كيان اقتصادي يُسوّق نفسه كإمبراطورية، بينما هو في الحقيقة مجرد نمر من ورق.

ليست هناك دولة حقيقية اسمها الولايات المتحدة الأمريكية، بل هناك مجموعة شركات متحدة، تقرر وتُنفذ وتخترع الأعداء وتُشعل الحروب لتبيع السلاح، وتخلق الأزمات لتعيد تدوير الأرباح. الرئيس الأمريكي نفسه ليس أكثر من موظف تنفيذي في شركة عالمية، يتم التعاقد معه لأربع سنوات، قابلة للتجديد إذا أثبت ولاءه للممولين.


حين تُعلن أمريكا حربًا، فهي لا تُعلنها من أجل الدفاع عن شعب أو حدود أو سيادة، بل من أجل فتح سوق جديدة أو تصفية حساب مالي أو توقيع عقد نفطي. وعندما تنسحب تنسحب كما تنسحب شركة من مشروع فاشل أو منتج لم يعد يحقق الأرباح. العراق، فيتنام، أفغانستان… كلها مشاريع إنتاج فشلت، فتم سحبها من السوق.
أمريكا تبيع الخوف أكثر مما تبيع السلاح، تبيع الوهم أكثر مما تبيع التقنية، وتخيف الجميع ليس بقوتها، بل بضعفهم. إنها ماكينة دعاية، ومطبع رُعب عالمي، يعرف كيف يجعل من الصمت صاروخًا، ومن الإعلان دبابة، ومن الميديا سلاح دمار شامل. لكنها لا تصمد أمام شعوب تعرف حقيقتها.
والحقيقة التي يتهرب منها المطبعون هي أن أمريكا لا تحكمها مؤسسات دولة، بل تُدار من خلف الستار بشبكات لوبيات عابرة للحدود: لوبي السلاح، لوبي النفط، لوبي إسرائيل، ولوبي الشركات التكنولوجية والدوائية. ومن لا يخضع لهذا الكارتل العالمي، يُصنّف فورًا على أنه “عدو للديمقراطية” أو “إرهابي” أو “طاغية”.
أمريكا لا تقيم وزنًا للتاريخ ولا للمبادئ، بل تنظر إلى العالم كسلعة يمكن بيعها، وتقسيمها، وتغليفها. هي كيان بلا جذور، بلا ضمير، بلا هوية حضارية، تسكنه رائحة الربا ورماد الحروب، ومخلفات القيم المصنعة في مصانع السياسة.

وإذا أردنا أن نهزم هذا النمر الورقي، فلا نحتاج إلى قنابل، بل نحتاج إلى وعي. نحتاج إلى أن نكفّ عن تمجيد أمريكا، وعن وصفها بأنها “الدولة الأعظم”، وأن نفهم أنها الأضعف أمام الإنسان الحر، والوعي الحر، والموقف الحر.
لقد سقط الاتحاد السوفيتي وهو يملك الصواريخ، ولن يصمد هذا الكيان الورقي طويلًا أمام شعوب تعرف أن الدولار لا يصنع دولة، وأن الشركة لا تُنجب حضارة .

المقال للكاتب والناقد الكبير
د. عمر محفوظ

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00